عقد مجلس أمناء الأكاديمية السلطانية للإدارة اجتماعه الرابع برئاسة معالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني –رئيس مجلس الأمناء، وبحضور أعضاء المجلس. حيث رحّب معاليه في بداية الاجتماع بأعضاء المجلس، مشيداً بالجهود المبذولة من فرق العمل والقائمين على تنفيذ برامج ومبادرات ودراسات الأكاديمية.
وأكد معالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي، رئيس مجلس الأمناء، أن الأكاديمية السلطانية للإدارة تواصل منذ تأسيسها ترسيخ مكانتها كنموذج رائد في تعزيز الأداء الإداري والقيادي، مستلهمةً الرؤية السامية لجلالة السلطان المعظم –حفظه الله ورعاه– التي تولي أهمية كبيرة للاستثمار في الكفاءات الوطنية. مضيفًا معاليه أن الأكاديمية، من خلال شراكاتها المحلية والعالمية مع أبرز مؤسسات التعليم المرموقة، وبرامجها ومبادراتها ودراساتها القائمة على الابتكار، تسعى إلى تمكين القيادات الوطنية بمعارف ومهارات عصرية لتعزيز جاهزية المستقبل والإسهام في تحقيق تطلعات رؤية عُمان 2040.
وقد تم التطرق خلال الاجتماع إلى توجهات الأكاديمية السلطانية للإدارة منذ التأسيس حيث يتثمل الدور الإستراتيجي لها إلى أن تكون مرجعًا للتعلم التنفيذي، ومركزًا لتطوير القيادات الوطنية، ومنصًة للفكر والتطوير الإداري والاستشراف المعرفي، لتعزيز آفاق الاقتصاد العُماني، في بيئة عمل تحفز ثقافة الكفاءة والإنتاجية وتعزز ثقافة العمل وجودة الخدمات لمؤسسات الجهاز الإداري للدولة.
ومن أجل تمكين القيادات الوطنية وتعظيم دورها المحوري في مختلف القطاعات حسب الأولويات الوطنية؛ اتسع الدور الإستراتيجي للأكاديمية ليشتمل على مختلف المجتمعات القيادية.
كما تم خلال الاجتماع استعراض إنجازات الأكاديمية لعام ٢٠٢٤م، حيث قامت الأكاديمية السلطانية للإدارة بالتركيز على محاور عمل تكاملية تهدف إلى تطوير مجتمعات قيادية مؤثرة بما يتوافق مع الهوية والقيم الوطنية، وأهم ما تم إنجازه بهذا الشأن يتمثل في البرامج والدراسات والحوارات الممنهجة؛ حيث عملت الأكاديمية على رفد الكفاءات الوطنية وفق منهج تكاملي وفلسفة تعلم ممنهجة، مبنية على أنسب الممارسات الدولية ومتسقة مع الرؤى المحلية. بالإضافة إلى الدراسات والتي تتمثل في دراسة دور التكنولوجيا في التحول الحكومي، ودراسة الشراكة بين القطاعين العام والخاص وغيرها.

وتمكنت الأكاديمية السلطانية للإدارة من الوصول إلى شريحة واسعة من المستفيدين من برامجها ومبادراتها من مختلف الفئات والمستويات القيادية، تجاوزت 1209 خريج وخريجة، حيث ركزت الأكاديمية على تطوير مجتمعات قيادية تهدف إلى بناء شبكة بين القيادات من خريجي البرامج المختلفة لتعزيز التواصل والتعاون والاستفادة البينية من تجاربهم العملية، واستدامة تجديد وتعزيز المعارف من خلال ما تقدمه من مساحات للمناقشات، والجلسات الحوارية، واشراك هذه المجتمعات والاستفادة من مرئياتهم في تطوير الأعمال بالأكاديمية.
وبارك المجلس دور الأكاديمية الريادي في تعزيز العمل الخليجي المشترك مستفيدة من الرؤية العمانية الحكيمة في بناء الكوادر المؤهلة، والاستثمار في رأس المال البشري وذلك من خلال تنفيذ برنامج مستقبل العمل في الحكومة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي والذي استهدف 65 مشارك بواقع 10 مشاركين من كل دولة من دول مجلس التعاون، و5 مشاركين من الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، مؤكداً على نجاح هذا البرنامج في تحقيق أهدافه.
حققت الأكاديمية السلطانية للإدارة عدة إنجازات تمثل شهادة على التزامها برفع كفاءة القيادات الوطنية في القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني، وتعزيز دورها الريادي في تطوير الأداء الإداري عبر تعاون وشراكات محلية ودولية. كما توسع الوصول الإعلامي للأكاديمية بحيث شمل -إلى جانب الوصول الإعلامي المحلي- الوصول الإعلامي الخليجي، والإقليمي والدولي. كما أسهمت الأكاديمية في دعم المحتوى المحلي وذلك من خلال التعاون مع 132 مؤسسة محلية وصغيرة ومتوسطة من 12 قطا عًا مختلفًا.
كما نوقش في الاجتماع توجهات الأكاديمية (٢٠٢٥- ٢٠٣٠م) والتي ركزت على 3 أهداف رئيسية. أولاً، بناء منظومة محلية مستدامة من خلال دعم وتعزيز المؤسسات الصغيرة والناشئة في مجال التعلم والتطوير، وربطها بشركاء دوليين لتبادل الخبرات والمعرفة، مما يسهم في رفع مستوى الابتكار والنمو. ثانيًا، صفرية المسافة والتي تُعنى بالعمل بشكل أفقي مع مجتمعات قيادية متنوعة تحت مظلة مبادرة “جامعة واحدة”، لتعزيز روح الفريق الواحد والتعاون الفاعل بين جميع الأطراف؛ سعيًا لملائمة الجهود والأجندات بما يحقق رؤية موحدة ويعزز تطوير القيادة على مستوى سلطنة عُمان بشكل تكاملي. ثالثًا، العمل على حلول ومبادرات وممارسات مبتكرة تتوافق مع السياق المحلي، مع تعزيز ثقافة التجربة والابتكار التي تلبي احتياجات المجتمع الوطني وتواكب التوجهات العالمية، والتركيز على مفهوم “الحكومة الريادية” عبر التكامل بين المحتوى، والسياق، والشخصية، لتطوير قادة قادرين على صناعة المستقبل.
وفي ختام الاجتماع تم اعتماد خطة الأكاديمية السنوية لعام 2025م، والتي تضمنت مجموعة متكاملة من المبادرات والمشاريع والدراسات المرتبطة بجدول زمني متكامل، وذلك من خلال برامج مبتكرة وشراكات دولية مع مؤسسات مرموقة.
الجدير بالذكر أن مجلس أمناء الأكاديمية السلطانية للإدارة يرأسه معالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني، وعضوية معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري وزير الاقتصاد، ومعالي الدكتور محاد بن سعيد باعوين وزير العمل، والشيخ وليد بن خميس الحشار الرئيس التنفيذي لبنك مسقط، وخولة بنت حمود الحارثية الرئيسة التنفيذية لمؤسسة إنجاز عُمان، والدكتور حاتم بن بخيت الشنفري عضو هيئة التدريس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس.